لماذا لا يحصد هاروكى موراكامى جائزة نوبل للآداب؟

جائزة نوبل




أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز الكاتب الياباني، كازو إيشيجورو، بجائزة نوبل للآداب 2017، مرجعة سبب اختياره لكون أعماله تحتوي على طاقة عاطفية هائلة نجحت في تفسير الأشياء الغامضة في علاقة الإنسان بالعالم ، الأمر الذى أحدث صدمه للمهتمين بالأدب و متابعى الجائزة حول العالم لعدة أسباب أهمها :

  1. رغم ترشح إيشيجور للبوكر البريطانية 4 مرات من قبل بل وحصوله عليها عام 1989 عن رواية بقايا اليوم، إلا أنها المرة الاولى التى يترشح فيها لنوبل .. عكس موراكامى الذى تصدر قائمة المرشحين 15 عاما متتتالية.

  2. يشترك إيشيجور و موراكامى فى الأصل اليابانى بينما يكتب الاول بالانجليزية نظرا لظروف نشأته فى انجلترا، فموراكامى كاتب قومى يكتب لغة بلده وتترجم أعماله لكل اللغات تقريبا .. فهل يعنى اختيار كاتب يابانى لنوبل للمرة الثالثة إزاحة موراكامى وإبعاده عن الجائزة رغم اختلاف تجربة الكاتبين؟




يعلق هاروكى موراكامى على خيبة الأمل التى تصيبه كل خريف مع الإعلان عن الجائزة “هذا الأمر يزعجني بشدة‮. ‬لأن الترشيح لا يستند علي أي أساس كأن يكون هناك قائمة معلنة طويلة أو قصيرة للمرشحين مثل ما يحدث في جوائز أخري‮. ‬ولكن الأمر لا يعدو إلا أن يكون استباقا من الناشرين وحيلة رخيصة منهم لزيادة مبيعات الكتب فقط لا‮ ‬غير‮. ‬وفي النهاية أنا لست فرسا في سباق،‮ ‬ليتراهن الناس علي فوزي بالجائزة‮”.

منذ عامين افترض النقاد أن نوبل الهدف منها تسليط الضوء على الأدباء المجهولين وأن شهرة موراكامى وتصدر رواياته قوائم الأكثر مبيعا أثرت سلبا على فرصه بالفوز، لكن فوز المغنى والشاعر الأمريكى بوب ديلان بنوبل 2016 ضرب هذه الفرضيه فى مقتل ، وعاد بنا إلى السؤال المعتاد فى خريف كل عام لماذا لا يحصل كاتب كافكا على الشاطىء والغابة النرويجية و 1كيو84على نوبل؟؟




عزيزى موراكامى لا تحزن فلست وحدك فهناك عمالقة فى عالم الأدب خذلتهم نوبل مثلك

1. ليو تولستوى

أحد أعظم كتاب روسيا وصاحب الحرب والسلام وآنا كارنينا والذى يعد الأب الروحى لكتاب عظام كوليام فوكنر وفيرجينيا وولف وجيمس جويس بينما كتب تولستوى إليهم ببساطة معلقا على خبر إقصائه من الحصول على نوبل عام 1901 فى أول إعلان عن الجائزة “لقد كنت سعيدًا حينما علمت أنني لم أفز بالجائزة، فقد أزاحت مشكلة كبيرة في كيفية استخدم مال الجائزة، وأنا متأكد أن هذا المال لا يمكنه أن يحضر إلا الشر”.

2. خورخى لويس بورخيس

شاعر أمريكا اللاتينية الشهير تم تجاهله من قبل أكاديمية نوبل لأسباب سياسية، لدعمه للديكتاتور خورخي فيديلا وكذلك لديكتاتور تشيلي السابق أوغستو وعلق على الأمر ساخرا “هؤلاء الناس في ستوكهولم ربما اعتقدوا أنهم منحوني الجائزة بالفعل”.

3. مارسيل بروست

الأديب الفرنسي صاحب العمل الملحمى، البحث عن الزمن الضائع واحد من أهم أعمال القرن الحادى والعشرين ويعد بروست نفسه من مؤسسي الرواية الحديثة، إلا أن ذلك لم يشفع له عند أكاديمية نوبل وتم تجاهله .

4. جيمس جويس

يعد من الآباء المؤسسين للرواية الحديثة، وروايته الأشهر عوليسس كانت بداية الأدب الحداثى و تيار الوعى وشكلت وجدان كل من أتى بعده من أدباء ،رغم ذلك لم يحصل قط على نوبل .

5. مارك توين

الأب الروحى للأدب الأمريكى ، من منا لم يقرأ مغامرات هكلبيري فين ويوميات آدم وحواء ومغامرات توم سوير وتم تجاهله كالمعتاد.




على المستوى العربي لدينا فائز واحد الأديب المصري نجيب محفوظ صاحب الحرافيش وأولاد حارتنا الذى انطلق للعالمية بإغراق أدبه فى الحارة المصرية وتحولات النفس البشرية وفلسفة الوجود. لدينا أيضا مرشح دائم مثل هاروكى موراكامى الشاعر السورى أدونيس .

البعض يلقى تهم الانحياز السياسي والمصالح الشخصية الرأسمالية على الأكاديمية المسئولة عن اختيار الفائزين ربما بعد خمسين عاما من الآن وعندما يسمح بفتح سجلات نوبل نعرف الحقيقة .

بقلم د. سحر السمان

Comments are closed.